<*> بسم الله الرحمن الرحيم <*>
اهلا ومرحبا بكم احبتي الغوالي مع برنامج((شاعـر وقصيدة ))
وحلقة اليوم احبتي مع شاعر الانتفاضة (( محمــود درويش ))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اعداد الشاعر/ سيد غيث ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٠
** المـــــقــــدمــــــــــة :-
٠
*((محمود درويش)) هو:أحد أهم شعراء(فلسطين) والعرب وهـو الذين ارتبط اسمه بشعر( الانتفاضة الفلسطينية) ويعتبر محمود درويش أحد أبـرز من ساهم بتطــوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمـــزية عليه وفــي شـــــعر درويــش يمـتـــزج الحـــــب بالــوطن فــي قالب رمزي متــطور وكانت أول قصائـــد (محمود درويش) عندمــا كــان طالــباً في المدرسـة الإبتدائية ..حيث ساهـم فــي اكتشاف (محمـود درويــش) الشاعر والفيلسوف اللبناني ((روبير غانـــم)) عندمــا بـدأ هذا الأخــير ينشر قصائد لمحمود درويش على صفحات الملحق الثقافي لجــريدة الأنــوار والتي كان يتـرأس تحريرها(درويش) كان يرتبط بعلاقات صداقة بالعديد مـن الشعـــراء منهــم ((محمد الفيتوري من السودان ونـــزار قبانــــي مــــن سـوريا وفــالح الحجية مــن العراق )) وغـيرهم مـــن أفذاذ الأدب في الشرق الأوسط وكان له نشــــاط أدبــي ملمـــوس على الساحــة الأردنيـــــة فقــــد كان من أعضــــاء الشـــرف فــــي نادي أســـرة ((القـلم الثقافي)) بالاردن..
*كانت قصائد درويش الكفاحية في النضال تاكد دومــــا على الوجـود الفلسطيني معيدة التأكيد على الهوية بعد شتات عام ٤٨ م..ويقول درويش كنت صغـــيرا جدا لأرى التوازن بين وقوفـي ضد هذه الظروف أو العثـور على سماء مفتوحة لجناحي الصغــــيرين شاعــرا أغـوتني المغامـرة غير أن الحكم النهائي كان لابد لي بالجــهاد بالكلمة الي آخر المطاف.
....................................................................
....................................................
** (( نبـــــذة عن حيــــــــاة درويـــــــش )) **
<><>ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ<><>
*محمود درويش هو شاعر عربي(فلسطيني) وعضو المجلس الوطني الفلسطيني التابــــع (لمنـظمة التحـرير الفلسطينية)
ولـــه دواويـــــن شعــــرية مليئـــة بالمضامـــين الحداثـــيـــة.
** مــــــــولــــــــده:-
٠-------------٠
*ولد عام ١٩٤١م في قرية ((الـبروة )) وهــي قريــــة فلسطينية تقـــــع في الجليل قرب (ساحل عكـــــا ) لاســــرة مسلمــة من السنــــه وكانـــت أسرته الفلسطينية تمتـــلك أرضًا فـــي هــذه القريــــة وخرجــت الأسرة برفـقة ((اللاجئين الفلسطينيين)) فـي العام ١٩٤٨م إلــــى لبنان ثم عــادت متسللــــة عام ١٩٤٩م بعد توقيع اتفاقيات الهـدنة لتجد القرية مهدمة وقد أقيم على أراضيها (قرية زراعيـــة إسرائيلية )مـن وضـــع الكيـــان الغاصب.
**دراستـــــــــــــه:-
٠------------٠
*منعت على(درويش) الدراسة العليا في(إسرائيل)ولذا درس
الاقتصاد السياسي في (موسكو) في العـــام١٩٧٠م لكنـــه
غـــادرها بعـــــد عام وانتقل بعدها لاجئًا إلى(القاهرة ) فـــي
ذات العام حيث التحـــــق بمنظمة التحرير الفلسطينية ثــــم
الى لبـنان حيث عمـــل في مؤسسات النشـــــر والدراسات
التابعـــة لمنظمة التحريــــر الفلسطينيـة علمًـا بانــه استقال
مــــن اللـــــجنــــة التنفيذيـــة لمنظمــة التحـــــرير إحتجاجًـا
على (اتفاقية أوسلو ) كما أسس مجلة ((الكرمل)) الثقافية..
**(( من اشهر اشعار محمود درويش ))**
٠٠==================٠٠
٠-------------------------٠
*من قصيدته (( فـــــي القـــــدس )) ..
٠٠----------------------٠٠
في القدس أَعني داخلَ السُّور القديمِ..!!
أَسيرُ من زَمَنٍ إلى زَمَنٍ بلا ذكرى ..!
تُصوِّبُني فإن الأنبياءَ هناك يقتسمون
تاريخَ المقدَّس... يصعدون إلى السماء
ويرجعون أَقلَّ إحباطاً وحزناً، فالمحبَّةُ ..
والسلام مُقَدَّسَان وقادمان إلى المدينة.
كنت أَمشي فوق مُنْحَدَرٍ وأَهْجِسُ: كيف
يختلف الرُّواةُ على كلام الضوء في حَجَرٍ
أَمِنْ حَجَر ٍشحيحِ الضوء تندلعُ الحروبُ
أسير في نومي. أَحملق في منامي.
لاأرى أحداً ورائي. لا أرى أَحداً أمامي.
كُلُّ هذا الضوءِ لي. أَمشي. أخفُّ. أطيرُ
ثم أَصير غيري في التَّجَلِّي..
تنبُتُالكلماتُ كالأعشاب من فم أشعيا
النِّبَويِّ: إنْ لم تُؤْمنوا لن تَأْمَنُوا...
أَمشي كأنِّي واحدٌ غيْري. وجُرْحي وَرْدَةٌ
بيضاءُ إنجيليَّةٌ. ويدايَ مثل حمامتَيْنِ
على الصليب تُحلِّقان وتحملان الأرضَ.
لا أمشي، أَطيرُ، أَصيرُ غَيْري في
التجلِّي. لا مكانَ و لا زمان . فمن أَنا
أَنا لا أنا في حضرة المعراج. لكنِّي
أُفكِّرُ: وَحْدَهُ، كان النبيّ محمِّدٌ
يتكلِّمُ العربيَّةَ الفُصْحَى. وماذا بعد..
ماذا بعد؟ صاحت فجأة جنديّةٌ..!
هُوَ أَنتَ ثانيةً أَلم أَقتلْكَ..؟؟
قلت: قَتَلْتني... ونسيتُ، مثلك أن أَموت..!!
=====================
=====================
*من قصيدة ( بطـــــــاقــــة هويــــــــة )..
٠---------------------------٠
عندما كان في الثانية والعشرين من العمرأصبحت قصيدة”
بطاقة هوية” التي يخاطب فيها شرطياً إسرائيليا ويقول:-
سجل..!!
أنا عربي ..
و رقم بطاقتي خمسون ألف
و أطفالي ثمانية ..
و تاسعهم سيأتي بعد صيف
فهل تغضب..
سجل ..
أنا عربي .!!
و أعمل مع رفاق الكدح في محجر
و أطفالي ثمانية
أسل لهم رغيف الخبز
و الأثواب و الدفتر
من الصخر
و لا أتوسل الصدقات من بابك
و لا أصغر
أمام بلاط أعتابك
فهل تغضب
سجل ..!
أنا عربي ..
أنا إسم بلا لقب
صبور في بلاد كل ما فيها
يعيش بفورة الغضب
جذوري
قبل ميلاد الزمان رست
و قبل تفتح الحقب
و قبل السرو و الزيتون
و قبل ترعرع العشب
أبي من أسرة المحراث
لا من سادة نجب
وجدي كان فلاحا
بلا حسب و لا نسب
يعلمني شموخ الشمس قبل قراءة الكتب
و بيتي كوخ ناطور
من الأعواد و القصب
فهل ترضيك منزلتي
أنا إسم بلا لقب
سجل ..
أنا عربي .!!
و لون الشعر فحمي
و لون العين بني
و ميزاتي
على رأسي عقال فوق كوفية
و كفى صلبة كالصخر
تخمش من يلامسها
و عنواني
أنا من قرية عزلاء منسية
شوارعها بلا أسماء
و كل رجالها في الحقل و المحجر
يحبون الشيوعية
فهل تغضب
سجل ..
أنا عربي .!!
سلبت كروم أجدادي
و أرضا كنت أفلحها
أنا و جميع أولادي
و لم تترك لنا و لكل أحفادي
سوى هذي الصخور
فهل ستأخذها
حكومتكم كما قيلا
إذن
سجل برأس الصفحة الأولى
أنا لا أكره الناس
و لا أسطو على أحد
و لكني إذا ما جعت
آكل لحم مغتصبي
حذار حذار من جوعي
ومن غضبي ..!!
==================
==================
* من قصيدة (وطني ليس حقيبة) ..
٠-----------------------٠
(( آه يا جرحي المكابر وطني ليس حقيبة وأنا لست
مسافر إنني العاشق والأرض حبيبةْ ))
وإذا استرسلت في الذكرى!
نما في جبهتي عشب الندمْ
وتحسرت على شيئ بعيدْ
وإذا استسلمت للشوق،
تَبَنَّيْتُ أساطير العبيد
وأنا آثرت أن أجعل من صوتي حصاة
ومن الصخر نغم!
جبهتي لا تحمل الظل..
وظلي لا أراه ..
وأنا أبصق في الجرح الذي
لا يشغل الليل جباه!
خبئي الدمعة للعيد ..
فلن نبكي سوى من فرح
وَلْنُسَمِّ الموت في الساحة
عرساً... وحياه .!
وترعرعتُ على الجرح، وما قلت لأمي
ما الذي يجعلها في الليل خيمةْ
أنا ما ضيَّعتُ ينبوعي وعنوانيَ واسمي
ولذا أبصرت في أسمالها
مليون نجمةْ ..!
رايتي سوداءُ
والميناء تابوتٌ .
وظهري قنطرةْ
يا خريف العلم المنهار فينا
يا ربيع العالم المولود فينا
زهرتي حمراءُ
والميناء مفتوح
وقلبي شجرهْ
لك عندي كلمهْ
لم أقلها بعد ...
فالظل على الشرفة يحتل القمرْ
وبلادي ملحمةْ
كنت فيها عازفاً... صرت وترْ!
غيمة الصيف التي... يحملها ظهر الهزيمةْ
عَلَّقَتْ نسل السلاطين
على حبل السراب ..!
وأنا المقتول والمولود في ليل الجريمةْ
هاأنا ازددت التصاقاً... بالتراب ..!
===================
===================
* من قصيدة (( برقية من السجن )) ..
٠------------------------٠
من آخر السجن، طارت كفّ أشعاري
تشد أيديكم ريحا ..على نار .!
أنا هنا، ووراء السور، أشجاري
تطوّع الجبل المغرور.. أشجاري
مذ جئت أدفع مهر الحرف، ما ارتفعت
غير النجوم على أسلاك أسواري
أقول للمحكم الأصفاد حول يدي.. !
هذي أساور أشعاري و إصراري
في حجم مجدكم نعلي، و قيد يدي
في طول عمركم المجدول بالعار..
أقول للناس ،للأحباب: نحن هنا ..!!
أسرى محبتكم في الموكب الساري
في اليوم، أكبر عاما في هوى وطني
فعانقوني عناق الريح للنار ..!!
===================
===================
*من قصيدة (( شــــــــــال حـــــرير ))..
٠-------------------------٠
شال حرير ..!!
شال على غصن شجرة. مرَّت فتاةٌ من هنا..
أو مرّت ريح بدلاً منها، وعلَّقت شالها على
الشجرة. ليس هذا خبراً. بل هو مطلع .
قصيدة لشاعر متمهِّل أَعفاه الحُبُّ من الأَلم..
فصار ينظر اليه – عن بعد – كمشهد..!
طبيعةٍ جميل. وضع نفسه في المشهد
الصفصافة عالية، والشال من حرير. وهذا
يعني أن الفتاة كانت تلتقي فتاها في..
الصيف، ويجلسان على عشب ناشف. وهذا
يعني أيضاً أنهما كانا يستدرجان العصافير
إلى عرس سري، فالأفق الواسع أمامهما
على هذه التلة، يغري بالطيران، ربما قال
لها: أَحنُّ اليك، وأَنتِ معي، كما لو .!
كنتِ بعيدة. وربما قالت له: أَحضنكَ
وأَنت بعيد، كما لو كنتَ نهديَّ. وربما.
قال لها: نظرتك إليَّ تذوِّبني، فأصير..
موسيقى. وربما قالت له: ويدك على
ركبتي تجعل الوقت يَعرَق، فافْرُكْني لأذوب..!
واسترسل الشاعر في تفسير شال الحرير،
دون أن ينتبه الى أن الشال كان غيمة
تعبر، مصادفة، بين أغصان الشجر عند..!
الغروب.!!!
======================
======================
*من قصيدة (لا تعتذر عما فعلت) ..
٠-----------------------٠
أَقول في سرّي. أقول لآخَري الشخصيِّ:
ها هِيَ ذكرياتُكَ كُلُّها مرئِيّةٌ:
ضَجَرُ الظهيرة في نُعَاس القطِّ
عُرْفْ الديكِ ..!!
عطرُ المريميَّةِ
قهوةُ الأمِّ
الحصيرةُ والوسائدُ..
بابُ غُرفَتِكَ الحديديُّ
الذبابةُ حول سقراطَ
السحابةُ فوق أفلاطونَ
ديوانُ الحماسةِ
صورةُ الأبِ ..
مُعْجَمُ البلدانِ
شيكسبير
الأشقّاءُ الثلاثةُ, والشقيقاتُ الثلاثُ,
وأَصدقاؤك في الطفولة، والفضوليُّون:
هل هذا هُوَ؟.. اختلف الشهودُ:
لعلَّه, وكأنه. فسألتُ: مَنْ هُوَ؟)
لم يُجيبوني. هَمَسْتُ لآخري:
أَهو ..؟؟
الذي قد كان أنتَ... أنا؟ فغضَّ
الطرف. والتفتوا إلى أُمِّي لتشهد
أَنني هُوَ... فاستعدَّتْ للغناء على
طريقتها: أنا الأمُّ التي ولدتْهُ،
لكنَّ الرياحَ هِيَ التي رَبَّتْهُ.
قلتُ لآخري: لا تعتذر إلاّ لأمِّكْ..!!!
==================
==================
* قصيـــــــدة ( اثر الفراشــــــــــة)..
٠----------------------٠
أَثر الفراشة لا يُرَى .!
أَثر الفراشة لا يزولُ
هو جاذبيّةُ غامضٍ
يستدرج المعنى، ويرحلُ
حين يتَّضحُ السبيلُ
هو خفَّةُ الأبديِّ في اليوميّ
أشواقٌ إلى أَعلى
وإشراقٌ جميلُ ..!
هو شامَةٌ في الضوء تومئ
حين يرشدنا الى الكلماتِ
باطننا الدليلُ
هو مثل أُغنية تحاولُ
أن تقول، وتكتفي
بالاقتباس من الظلالِ
ولا تقولُ...!
أَثرُ الفراشة لا يُرَى
أُثرُ الفراشة لا يزولُ!
أَنت، منذ الآن، أَنت
الكرملُ في مكانه السيِّد... ينظر من علٍ إلى.!
البحر. والبحر يتنهَّد، موجةً موجةً، كامرأةٍ
عاشقةٍ تغسل قَدَميْ حبيبها المتكبِّر!
كأني لم أذهب بعيداً. كأني عُدتُ من
زيارة قصيرة لوداع صديقٍ مسافر، لأجد
نفسي جالسة في انتظاري على مقعد حجري
تحت شجرة تُفَّاح..!!
كل ما كان منفى يعتذر نيابةً عني ..
لكُلّ ما لم يكن منفى!
يأتي المخاض الى عذراء في الثلاثين،
وتلدني على مرأى من مهندسي الديكور ..!
والمصوِّرين!
جرت مياه كثيرة في الوديان والأنهار...
ونبتت أعشاب كثيرة على الجدران. أَمَّا
النسيان فقد هاجر مع الطيور المهاجرة...
شمالاً شمالاً..!!
ألزمن والتاريخ يتحالفان حيناً، ويتخاصمان
حيناً على الحدود بينهما. الصفصافةُ العاليةُ
لا تأبه ولا تكترث. فهي واقفة على ..
قارعة الطريق..!!
====================
====================
* من قصيدة (( لا ينظرون وراءهم )) ..
٠--------------------------
لا ينظرون وراءهم ليودِّعوا منفى..!!
فإنَّ أمامهم منفى، لقد ألِفوا الطريق
الدائريَّ، فلا أمام ولا وراء
ولاشمال ولا جنوب. "يهاجرون" من
السياج الى الحديقة. يتركون وصيةً
في كل مترٍ من فناء البيت
"لا تتذكروا من بعدنا..
إلا الحياة"...
يسافرون من الصباح السندسي ..
الىغبارٍ في الظهيرة، حاملين نُعوشَهُم ملأى
بأشياء الغياب: بطاقة شخصية، ورسالةٍ ..
لحبيبةٍ مجهولةِ العنوانِ
لا تتذكري من بعدنا..
إلا الحياة ..!!
و"يرحلون" من البيوت الى الشوارع،
راسمين إشارة النصر الجريحة، قائلين
لمن يراهُمْ ..؟؟
لم نَزَلْ نحيا، فلا تتذكّرونا ..!
يخرجون من الحكاية للتنفُّس والتشمُّس.
يحلُمون بفكرةِ الطيرانِ أعلى... ثم أعلى.
يصعدون ويهبطون. ويذهبون ويرجعون.
ويقفزون من السيراميك القديم الى النجوم.
ويرجعون الى الحكاية... لا نهاية للبدايةِ.
يهربون من النعاس الى ملاك النوم..
أبيضَ، أحمرَ العينين من أثر التأمُّل
في الدم المسفوك
لا تتذكروا من بعدنا
إلا الحياة...!!؟..
====================
====================
*من قصيـــــــدة ( ريتــــــــــــا ) ..
٠---------------------٠
بين ريتا وعيوني.. بندقيهْ ..!!
والذي يعرف ريتا .. ينحني..
ويصلي..
لإلهٍ في العيون العسليّهْ!
.. وأنا قبّلت ريتا
عندما كانت صغيره..
وأنا أذكر كيف التصقتْ..
بي وغطّت ساعدي أحلى ضفيره
وأنا أذكر ريتا..
مثلما يذكر عصفورٌ غديره
آه .. ريتا ...!؟
بيننا مليون عصفور وصوره
ومواعيد كثيره ..!
أطلقتْ ناراً عليها.. بندقيّهْ
إسمُ ريتا كان عيداً في فمي..
جسم ريتا كان عرساً في دمي..
وأنا ضعت بريتا .. سنتينِ.
وهي نامت فوق زندي سنتين..
وتعاهدنا على أجمل كأس واحترقنا..
في نبيذ الشفتين ..
وولدنا مرتين!
آه .. ريتا .!
أي شيء ردّ عن عينيك عينيَّ
سوى إغفائتين
وغيوم عسليّهْ
قبل هذي البندقيهْ ..!
كان يا ما كان
يا صمت العشيّهْ
قمري هاجر في الصبح بعيداً
في العيون العسليّهْ..
والمدينة ..
كنست كل المغنين وريتا ..
بين ريتا وعيوني . بندقيّهْ .!!
==================
==================
من قصــــــيدة (( فــــي الانتظـار )) ..
٠-----------------------٠
في الانتظار، يُصيبُني هوس برصد ..!!
الاحتمالات الكثيرة: ُربَّما نَسِيَتْ حقيبتها
الصغيرة في القطار، فضاع عنواني
وضاع الهاتف المحمول، فانقطعت شهيتها
وقالت: لا نصيب له من المطر الخفيف
وربما انشغلت بأمر طارئٍ أو رحلةٍ
نحو الجنوب كي تزور الشمس، واتَّصَلَتْ
ولكن لم تجدني في الصباح، فقد
خرجت لاشتري غاردينيا لمسائنا وزجاجتينِ
من النبيذ..!!
وربما اختلفت مع الزوجِ القديم على
شئون الذكريات، فأقسمت ألا ترى
رجلاً يُهدِّدُها بصُنع الذكريات
وربما اصطدمت بتاكسي في الطريقِ
إليَ، فانطفأت كواكب في مَجَرّتها.
وما زالت تُعالج بالمهدىء والنعاس
وربما نظرت الى المرآة قبل خروجها
من نفسها، وتحسَّست أجاصَتَيْن كبيرتينِ
تُموِّجان حريرَها، فتنهَّدت وترددت:
هل يستحقُّ أنوثتي أحد سوايَ..
وربما عبرتْ، مصادفةً، بِحُبٍّ
سابقٍ لم تَشْفَ منه، فرافقته إلى
العشاءِ .!!
وربَّما ماتَت..
فان الموت يعشق فجأة، مثلي،
وإن الموتَ، مثلي، لا يحبُّ الانتظار..!!!
======================
======================
*من قصيدة((لي حكمة المحكوم بالإعدام))..
يطير الحمام ..
يطيرُ الحمامُ يَحُطّ الحمامُ ..!
أعدِّي ليَ الأرضَ كي أستريحَفإني أُحبُّكِ حتى التَعَبْ..
صباحك فاكهةٌ للأغاني وهذا المساءُ ذَهَبْ
ونحن لنا حين يدخل ظِلُّ إلى ظِلُّه في الرخام
وأُشْبِهُ نَفْسِيَ حين أُعلِّقُ نفسي
على عُنُقٍ لا تُعَانِقُ غَيرَ الغَمامِ
وأنتِ الهواءُ الذي يتعرَّى أمامي كدمع العِنَبْ
وأنت بدايةُ عائلة الموج حين تَشَبَّثَ بالبِّر
حين اغتربْ ..!!
وإني أُحبُّكِ , أنتِ بدايةُ روحي , وأنت الختامُ
يطير الحمامُ
يَحُطُّ الحمامُ..!!
أنا وحبيبيَ صوتان في شَفَةٍ واحدهْ
أنا لحبيبي أنا ,وحبيبي لنجمته الشاردهْ
وندخل في الحُلْمِ , لكنَّهُ يَتَبَاطَأُ كي لا نراهُ
وحين ينامُ حبيبي أصحو لكي أحرس الحُلْمَ
مما يراهُ ..
وأطردُ عنه الليالي التي عبرتْ قبل أن نلتقي
وأختارُ أيَّامنا بيديّ
كما اختار لي وردةَ المائدهْ
فَنَمْ يا حبيبي
<><><>
ليصعد صوتُ البحار إلى ركبتيّ
وَنَمْ يا حبيبي
لأهبط فيك وأُنقذَ حُلْمَكَ من شوكةٍ حامدهْ
وَنَمْ يا حبيبي ..
عليكَ ضَفائر شعري , عليك السلامُ.
يطيرُ الحمامُ
يَحُطُّ الحمامُ..!!
<><><>
رأيت على البحر إبريلَ ..
قلتُ: نسيتِ انتباه يديكِ
نسيتِ التراتيلَ فوق جروحي
فَكَمْ مَرَّةً تستطيعين أَن تُولَدي في منامي
وَكَمْ مَرَّةً تستطيعين أن تقتليني لأصْرُخَ ..
أني أحبُّكِ ..
كي تستريحي ؟
أناديكِ قبل الكلامِ
أطير بخصركِ قبل وصولي إليكِ
فكم مَرَّةً تستطيعين أن تَضَعِي في مناقير هذا الحمامِ ..
عناوينَ روحي ..!
يطيرُ الحمامُ
يَحُطُّ الحمامُ ..!!
<><><>
إلى أين تأخذني يا حبيبيَ من والديّ
ومن شجري , ومن سريري الصغير ومن ضجري,,,
من مرايايَ من قمري ,, من خزانة عمري ومن سهري ..
من ثيابي ومن خَفَري ؟
إلى أين تأخذني يا حبيبي إلى أين
تُشعل في أُذنيَّ البراري , تُحَمَلَّني موجتين
وتكسر ضلعين , تشربني ثم توقدني , ثم
تتركني في طريق الهواء إليكِ
حرامٌ ... حرامٌ
يطيرُ الحمامُ
يَحُطُّ الحمامُ ..!!
<><><>
لأني أحبك خاصرتي نازفهْ
وأركضُّ من وَجَعي في ليالٍ يُوَسِّعها الخوفُ مما أخافُ..
تعالي كثيراً , وغيبي قليلاً
تعالي قليلاً , وغيبي كثيراً ..
تعالي تعالي ولا تقفي آه من خطوةٍ واقفهْ
أحبُّكِ إذْ أشتهيكِ . أُحبُّك إذْ أشتهيك
وأحضُنُ هذا الشُعاعَ المطَّوق بالنحل
والوردة الخاطفهْ ..
أحبك يا لعنة العاطفهْ
أخاف على القلب مك أخاف على شهوتي أن تَصِلْ..!
أُحبُّكِ إذْ أشتهيكِ
أحبك يا جسداً يخلق الذكريات ويقتلها قبل أن تكتملْ..
أُحبُّكِ إذْ أشتهيكِ
أُطوِّع روحي على هيئة القدمين –على هيئة الجنَّتين...
أحكُّ جروحي بأطراف صمتك ..والعاصفهْ
أموتُ ليجلس فوق يديكِ الكلامُ
يطيرُ الحمامُ
يَحُطُّ الحمامُ ..!!
<><><>
لأني أُحبُّك " يجرحني الماءُ"
والطرقاتُ إلى البحر تجرحني
والفراشةُ تجرحني
وأذانُ النهار على ضوء زنديك يجرحني
يا حبيبي , أُناديكَ طيلة نومي ,,,
أخاف انتباه الكلام
أخاف انتباه الكلام إلى نحلة بين فخذيَّ تبكي
لأني أحبُّك يجرحني الظلُّ تحت المصابيح, يجرحني..
طائرٌ في السماء البعيدة , عِطْرُ البنفسج يجرحني..
أوَِّل البحر يجرحني
آخِرُ البحر يجرحني
ليتني لا أُحبُّك
يا ليتني لا أُحبُّ
ليشفى الرخامُ
-أراكِ فأنجوا من الموت .جسمُكِ مرفأْ
بعشرِ زنابقَ بيضاء , عشر أناملَ تمضي السماءُ
إلى أزرقٍ ضاع منها
وأُمْسِكُ هذا البهاء الرخاميّ , وأُمْسِكُ
رائحةً للحليب المُخبَّأْ..
في خوختين على مرمر, ثُم أعبد مَنْ يمنح البرَّ
والبحر ملجأْ ..
على ضفَّة الملح والعسل الأوَّلين , سأشرب خَرُّوبَ لَيْلِكِ..
ثم أنامُ ..!!
على حنطةٍ تكسر الحقل , تكسر حتى الشهيق ..فيصدأْ..!
أراك فأنجو من الموت . جسمك مرفأْ
فكيف تُشَرِّدني الأرضُ في الأرض
كيف ينامُ المنامُ
يطيرُ الحمامُ
يَحُطُّ الحمامُ..!!
<><><>
حبيبي أخَافُ سكوتَ يديكْ
فَحُكَّ دمي كي تنام الفرسْ
حبيبي , تطيرُ إناثُ الطيور إليكْ
فخذني أنا زوجةً أو نَفَسْ
حبيبي , سأبقى ليكبر فُستُقُ صدري لديكْ
ويجتثِّني مِنْ خُطََاك الحَرَسْ
حبيبي , سأبكي عليكَ عليكَ عليكْ
لأنك سطحُ سمائي
وجسميَ أرضُكَ في الأرضِ
جسمي مقَامُ
يطيرُ الحمامُ
يَحُطُّ الحمامُ..!!
<><><>
لِيَ حِكْمْةُ المحكوم بالإعدامِ..
لا أشياءَ أملكُها لتملكني,
كتبتُ وصيَّتي بدمي:
ثِقُوا بالماء يا سُكَّانَ أُغنيتي!
وَنْمتُ مُضَرّجاً ومُتَوَّجاً بغدي...
حَلِمْتُ بأنَّ قلب الأرض أكبرُ
من خريطتها,
وأَوضحُ من مراياها وَمشْنَقَتي.
وَهمْتُ بغيمةٍ بيضاء تأخذني
إلى أَعلى
كأنني هُدْهُدٌ, والريحُ أَجنحتي.
وعند الفجر, أَيقظني
نداء الحارس الليليِّ
من حُلْمي ومن لغتي:
ستحيا مِيْتَةً أخرى,
فَعَدِّلْ في وصيتِّكَ الأخيرةِ,
قد تأجَّل موعدُ الإعدام ثانيةً
سألت: إلى متى؟
قال: انتظر لتموت أكثَرَ
قُلْتُ: لا أشياء أملكها لتملكني
كتبتُ وصيَّتي بدمي:
ثِقُوا بالماء
يا سُكَّان أغنيتي ..!
==================
==================
*من قضيدة (( أجـــمـــــل حـب )) ..
٠-----------------------٠
كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة
وجدنا غريبين يوما
و كانت سماء الربيع تؤلف نجما ... و نجما.!
و كنت أؤلف فقرة حب..
لعينيك.. غنيتها!
أتعلم عيناك أني انتظرت طويلا
كما انتظر الصيف طائر
و نمت.. كنوم المهاجر
فعين تنام لتصحو عين.. طويلا
و تبكي على أختها ،
حبيبان نحن، إلى أن ينام القمر
و نعلم أن العناق، و أن القبل
طعام ليالي الغزل
و أن الصباح ينادي خطاي لكي تستمرّ
على الدرب يوما جديداً !
صديقان نحن، فسيري بقربي كفا بكف
معا نصنع الخبر و الأغنيات
لماذا نسائل هذا الطريق .. لأي مصير
يسير بنا ..؟
و من أين لملم أقدامنا ؟
فحسبي، و حسبك أنا نسير..!
معا للأبد..!!
لماذا نفتش عن أغنيات البكاء
بديوان شعر قديم ؟
و نسأل يا حبنا ! هل تدوم ؟
أحبك حب القوافل واحة عشب و ماء
و حب الفقير الرغيف !
كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة
وجدنا غريبين يوما
و نبقى رفيقين دوما..
==================
==================
* من قصيدة (( أحبك أكثـــر..!! ))..
٠-----------------------٠
تكبّر.. تكبرّ ..!
فمهما يكن من جفاك
ستبقى بعيني و لحمي ملاك ..
و تبقى، كما شاء لي حبنا أن أراك..
نسيمك عنبر...
و أرضك سكر
و إني أحبك.. أكثر
يداك خمائل..
و لكنني لا أغني
ككل البلابل..
فإن السلاسل
تعلمني أن أقاتل
أقاتل.. أقاتل
لأني أحبك أكثر!
غنائي خناجر ورد
و صمتي طفولة رعد
و زنيقة من دماء
فؤادي..!!
و أنت الثرى و السماء
و قلبك أخضر..!
و جزر الهوى، فيك مدّ
فكيف إذن، لا أحبك أكثر
و أنت، كما شاء لي حبنا أن أراك
نسيمك عنبر..
و أرضك سكر..
و قلبك أخضر..!
وإنّي طفل هواك
على حضنك الحلو
أنمو و أكبر ..!!!
=================
=================
*من قصيدة (( الآن في المنفى )) ..
٠----------------------٠
الآن في المنفى ... نعم في البيتِ..!!
في الستّينَ من عُمْرٍ سريعٍ
يُوقدون الشَّمعَ لك ..
فافرح بأقصى ما استطعتَ من الهدوء،
لأنَّ موتاً طائشاً ضلَّ الطريق إليك
من فرط الزحام.... وأجّلك
قمرٌ فضوليٌّ على الأطلال
يضحك كالغبي ..
فلا تصدِّق أنه يدنو لكي يستقبلك
هُوَ في وظيفته القديمة، مثل آذارَ الجديدِ..
أعادَ للأشجار أسماءَ الحنينِ
وأهمَلكْ ..!
فلتحتفلْ مع أصدقائكَ بانكسار الكأس.
في الستين لن تجِدَ الغَدَ الباقي
لتحملَهُ على كتِفِ النشيد ... ويحملكْ
قُلْ للحياةِ كما يليقُ بشاعرٍ متمرِّس:
سيري ببطء كالإناث الواثقات بسحرهنَّ
وكيدهنَّ. لكلِّ واحدةْ نداءُ ما خفيٌّ:
هَيْتَ لَكْ .. ما أجملَكْ!
سيري ببطءٍ، يا حياةُ لكي أراك
بِكامل النُقصان حولي. كم نسيتُكِ في
خضمِّكِ باحثاً عنِّي وعنكِ. وكُلَّما أدركتُ
سرَاً منك قُلتِ بقسوةٍ: ما أّجهلَكْ!
قُلْ للغياب: نَقَصتني
وأنا حضرتُ ... لأُكملَكْ
** وفــــــــــاتــــــــه :-
٠٠=========٠٠
*ويقول درويش وهو علي سرير المرض فــي المستشفى المعالج
أنا لا أخشى الموت ألان اكتشفت أمرا أصعب مــن المـوت.. فكــرة
اهلا ومرحبا بكم احبتي الغوالي مع برنامج((شاعـر وقصيدة ))
وحلقة اليوم احبتي مع شاعر الانتفاضة (( محمــود درويش ))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اعداد الشاعر/ سيد غيث ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٠
** المـــــقــــدمــــــــــة :-
٠
*((محمود درويش)) هو:أحد أهم شعراء(فلسطين) والعرب وهـو الذين ارتبط اسمه بشعر( الانتفاضة الفلسطينية) ويعتبر محمود درويش أحد أبـرز من ساهم بتطــوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمـــزية عليه وفــي شـــــعر درويــش يمـتـــزج الحـــــب بالــوطن فــي قالب رمزي متــطور وكانت أول قصائـــد (محمود درويش) عندمــا كــان طالــباً في المدرسـة الإبتدائية ..حيث ساهـم فــي اكتشاف (محمـود درويــش) الشاعر والفيلسوف اللبناني ((روبير غانـــم)) عندمــا بـدأ هذا الأخــير ينشر قصائد لمحمود درويش على صفحات الملحق الثقافي لجــريدة الأنــوار والتي كان يتـرأس تحريرها(درويش) كان يرتبط بعلاقات صداقة بالعديد مـن الشعـــراء منهــم ((محمد الفيتوري من السودان ونـــزار قبانــــي مــــن سـوريا وفــالح الحجية مــن العراق )) وغـيرهم مـــن أفذاذ الأدب في الشرق الأوسط وكان له نشــــاط أدبــي ملمـــوس على الساحــة الأردنيـــــة فقــــد كان من أعضــــاء الشـــرف فــــي نادي أســـرة ((القـلم الثقافي)) بالاردن..
*كانت قصائد درويش الكفاحية في النضال تاكد دومــــا على الوجـود الفلسطيني معيدة التأكيد على الهوية بعد شتات عام ٤٨ م..ويقول درويش كنت صغـــيرا جدا لأرى التوازن بين وقوفـي ضد هذه الظروف أو العثـور على سماء مفتوحة لجناحي الصغــــيرين شاعــرا أغـوتني المغامـرة غير أن الحكم النهائي كان لابد لي بالجــهاد بالكلمة الي آخر المطاف.
....................................................................
....................................................
** (( نبـــــذة عن حيــــــــاة درويـــــــش )) **
<><>ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ<><>
*محمود درويش هو شاعر عربي(فلسطيني) وعضو المجلس الوطني الفلسطيني التابــــع (لمنـظمة التحـرير الفلسطينية)
ولـــه دواويـــــن شعــــرية مليئـــة بالمضامـــين الحداثـــيـــة.
** مــــــــولــــــــده:-
٠-------------٠
*ولد عام ١٩٤١م في قرية ((الـبروة )) وهــي قريــــة فلسطينية تقـــــع في الجليل قرب (ساحل عكـــــا ) لاســــرة مسلمــة من السنــــه وكانـــت أسرته الفلسطينية تمتـــلك أرضًا فـــي هــذه القريــــة وخرجــت الأسرة برفـقة ((اللاجئين الفلسطينيين)) فـي العام ١٩٤٨م إلــــى لبنان ثم عــادت متسللــــة عام ١٩٤٩م بعد توقيع اتفاقيات الهـدنة لتجد القرية مهدمة وقد أقيم على أراضيها (قرية زراعيـــة إسرائيلية )مـن وضـــع الكيـــان الغاصب.
**دراستـــــــــــــه:-
٠------------٠
*منعت على(درويش) الدراسة العليا في(إسرائيل)ولذا درس
الاقتصاد السياسي في (موسكو) في العـــام١٩٧٠م لكنـــه
غـــادرها بعـــــد عام وانتقل بعدها لاجئًا إلى(القاهرة ) فـــي
ذات العام حيث التحـــــق بمنظمة التحرير الفلسطينية ثــــم
الى لبـنان حيث عمـــل في مؤسسات النشـــــر والدراسات
التابعـــة لمنظمة التحريــــر الفلسطينيـة علمًـا بانــه استقال
مــــن اللـــــجنــــة التنفيذيـــة لمنظمــة التحـــــرير إحتجاجًـا
على (اتفاقية أوسلو ) كما أسس مجلة ((الكرمل)) الثقافية..
**(( من اشهر اشعار محمود درويش ))**
٠٠==================٠٠
٠-------------------------٠
*من قصيدته (( فـــــي القـــــدس )) ..
٠٠----------------------٠٠
في القدس أَعني داخلَ السُّور القديمِ..!!
أَسيرُ من زَمَنٍ إلى زَمَنٍ بلا ذكرى ..!
تُصوِّبُني فإن الأنبياءَ هناك يقتسمون
تاريخَ المقدَّس... يصعدون إلى السماء
ويرجعون أَقلَّ إحباطاً وحزناً، فالمحبَّةُ ..
والسلام مُقَدَّسَان وقادمان إلى المدينة.
كنت أَمشي فوق مُنْحَدَرٍ وأَهْجِسُ: كيف
يختلف الرُّواةُ على كلام الضوء في حَجَرٍ
أَمِنْ حَجَر ٍشحيحِ الضوء تندلعُ الحروبُ
أسير في نومي. أَحملق في منامي.
لاأرى أحداً ورائي. لا أرى أَحداً أمامي.
كُلُّ هذا الضوءِ لي. أَمشي. أخفُّ. أطيرُ
ثم أَصير غيري في التَّجَلِّي..
تنبُتُالكلماتُ كالأعشاب من فم أشعيا
النِّبَويِّ: إنْ لم تُؤْمنوا لن تَأْمَنُوا...
أَمشي كأنِّي واحدٌ غيْري. وجُرْحي وَرْدَةٌ
بيضاءُ إنجيليَّةٌ. ويدايَ مثل حمامتَيْنِ
على الصليب تُحلِّقان وتحملان الأرضَ.
لا أمشي، أَطيرُ، أَصيرُ غَيْري في
التجلِّي. لا مكانَ و لا زمان . فمن أَنا
أَنا لا أنا في حضرة المعراج. لكنِّي
أُفكِّرُ: وَحْدَهُ، كان النبيّ محمِّدٌ
يتكلِّمُ العربيَّةَ الفُصْحَى. وماذا بعد..
ماذا بعد؟ صاحت فجأة جنديّةٌ..!
هُوَ أَنتَ ثانيةً أَلم أَقتلْكَ..؟؟
قلت: قَتَلْتني... ونسيتُ، مثلك أن أَموت..!!
=====================
=====================
*من قصيدة ( بطـــــــاقــــة هويــــــــة )..
٠---------------------------٠
عندما كان في الثانية والعشرين من العمرأصبحت قصيدة”
بطاقة هوية” التي يخاطب فيها شرطياً إسرائيليا ويقول:-
سجل..!!
أنا عربي ..
و رقم بطاقتي خمسون ألف
و أطفالي ثمانية ..
و تاسعهم سيأتي بعد صيف
فهل تغضب..
سجل ..
أنا عربي .!!
و أعمل مع رفاق الكدح في محجر
و أطفالي ثمانية
أسل لهم رغيف الخبز
و الأثواب و الدفتر
من الصخر
و لا أتوسل الصدقات من بابك
و لا أصغر
أمام بلاط أعتابك
فهل تغضب
سجل ..!
أنا عربي ..
أنا إسم بلا لقب
صبور في بلاد كل ما فيها
يعيش بفورة الغضب
جذوري
قبل ميلاد الزمان رست
و قبل تفتح الحقب
و قبل السرو و الزيتون
و قبل ترعرع العشب
أبي من أسرة المحراث
لا من سادة نجب
وجدي كان فلاحا
بلا حسب و لا نسب
يعلمني شموخ الشمس قبل قراءة الكتب
و بيتي كوخ ناطور
من الأعواد و القصب
فهل ترضيك منزلتي
أنا إسم بلا لقب
سجل ..
أنا عربي .!!
و لون الشعر فحمي
و لون العين بني
و ميزاتي
على رأسي عقال فوق كوفية
و كفى صلبة كالصخر
تخمش من يلامسها
و عنواني
أنا من قرية عزلاء منسية
شوارعها بلا أسماء
و كل رجالها في الحقل و المحجر
يحبون الشيوعية
فهل تغضب
سجل ..
أنا عربي .!!
سلبت كروم أجدادي
و أرضا كنت أفلحها
أنا و جميع أولادي
و لم تترك لنا و لكل أحفادي
سوى هذي الصخور
فهل ستأخذها
حكومتكم كما قيلا
إذن
سجل برأس الصفحة الأولى
أنا لا أكره الناس
و لا أسطو على أحد
و لكني إذا ما جعت
آكل لحم مغتصبي
حذار حذار من جوعي
ومن غضبي ..!!
==================
==================
* من قصيدة (وطني ليس حقيبة) ..
٠-----------------------٠
(( آه يا جرحي المكابر وطني ليس حقيبة وأنا لست
مسافر إنني العاشق والأرض حبيبةْ ))
وإذا استرسلت في الذكرى!
نما في جبهتي عشب الندمْ
وتحسرت على شيئ بعيدْ
وإذا استسلمت للشوق،
تَبَنَّيْتُ أساطير العبيد
وأنا آثرت أن أجعل من صوتي حصاة
ومن الصخر نغم!
جبهتي لا تحمل الظل..
وظلي لا أراه ..
وأنا أبصق في الجرح الذي
لا يشغل الليل جباه!
خبئي الدمعة للعيد ..
فلن نبكي سوى من فرح
وَلْنُسَمِّ الموت في الساحة
عرساً... وحياه .!
وترعرعتُ على الجرح، وما قلت لأمي
ما الذي يجعلها في الليل خيمةْ
أنا ما ضيَّعتُ ينبوعي وعنوانيَ واسمي
ولذا أبصرت في أسمالها
مليون نجمةْ ..!
رايتي سوداءُ
والميناء تابوتٌ .
وظهري قنطرةْ
يا خريف العلم المنهار فينا
يا ربيع العالم المولود فينا
زهرتي حمراءُ
والميناء مفتوح
وقلبي شجرهْ
لك عندي كلمهْ
لم أقلها بعد ...
فالظل على الشرفة يحتل القمرْ
وبلادي ملحمةْ
كنت فيها عازفاً... صرت وترْ!
غيمة الصيف التي... يحملها ظهر الهزيمةْ
عَلَّقَتْ نسل السلاطين
على حبل السراب ..!
وأنا المقتول والمولود في ليل الجريمةْ
هاأنا ازددت التصاقاً... بالتراب ..!
===================
===================
* من قصيدة (( برقية من السجن )) ..
٠------------------------٠
من آخر السجن، طارت كفّ أشعاري
تشد أيديكم ريحا ..على نار .!
أنا هنا، ووراء السور، أشجاري
تطوّع الجبل المغرور.. أشجاري
مذ جئت أدفع مهر الحرف، ما ارتفعت
غير النجوم على أسلاك أسواري
أقول للمحكم الأصفاد حول يدي.. !
هذي أساور أشعاري و إصراري
في حجم مجدكم نعلي، و قيد يدي
في طول عمركم المجدول بالعار..
أقول للناس ،للأحباب: نحن هنا ..!!
أسرى محبتكم في الموكب الساري
في اليوم، أكبر عاما في هوى وطني
فعانقوني عناق الريح للنار ..!!
===================
===================
*من قصيدة (( شــــــــــال حـــــرير ))..
٠-------------------------٠
شال حرير ..!!
شال على غصن شجرة. مرَّت فتاةٌ من هنا..
أو مرّت ريح بدلاً منها، وعلَّقت شالها على
الشجرة. ليس هذا خبراً. بل هو مطلع .
قصيدة لشاعر متمهِّل أَعفاه الحُبُّ من الأَلم..
فصار ينظر اليه – عن بعد – كمشهد..!
طبيعةٍ جميل. وضع نفسه في المشهد
الصفصافة عالية، والشال من حرير. وهذا
يعني أن الفتاة كانت تلتقي فتاها في..
الصيف، ويجلسان على عشب ناشف. وهذا
يعني أيضاً أنهما كانا يستدرجان العصافير
إلى عرس سري، فالأفق الواسع أمامهما
على هذه التلة، يغري بالطيران، ربما قال
لها: أَحنُّ اليك، وأَنتِ معي، كما لو .!
كنتِ بعيدة. وربما قالت له: أَحضنكَ
وأَنت بعيد، كما لو كنتَ نهديَّ. وربما.
قال لها: نظرتك إليَّ تذوِّبني، فأصير..
موسيقى. وربما قالت له: ويدك على
ركبتي تجعل الوقت يَعرَق، فافْرُكْني لأذوب..!
واسترسل الشاعر في تفسير شال الحرير،
دون أن ينتبه الى أن الشال كان غيمة
تعبر، مصادفة، بين أغصان الشجر عند..!
الغروب.!!!
======================
======================
*من قصيدة (لا تعتذر عما فعلت) ..
٠-----------------------٠
أَقول في سرّي. أقول لآخَري الشخصيِّ:
ها هِيَ ذكرياتُكَ كُلُّها مرئِيّةٌ:
ضَجَرُ الظهيرة في نُعَاس القطِّ
عُرْفْ الديكِ ..!!
عطرُ المريميَّةِ
قهوةُ الأمِّ
الحصيرةُ والوسائدُ..
بابُ غُرفَتِكَ الحديديُّ
الذبابةُ حول سقراطَ
السحابةُ فوق أفلاطونَ
ديوانُ الحماسةِ
صورةُ الأبِ ..
مُعْجَمُ البلدانِ
شيكسبير
الأشقّاءُ الثلاثةُ, والشقيقاتُ الثلاثُ,
وأَصدقاؤك في الطفولة، والفضوليُّون:
هل هذا هُوَ؟.. اختلف الشهودُ:
لعلَّه, وكأنه. فسألتُ: مَنْ هُوَ؟)
لم يُجيبوني. هَمَسْتُ لآخري:
أَهو ..؟؟
الذي قد كان أنتَ... أنا؟ فغضَّ
الطرف. والتفتوا إلى أُمِّي لتشهد
أَنني هُوَ... فاستعدَّتْ للغناء على
طريقتها: أنا الأمُّ التي ولدتْهُ،
لكنَّ الرياحَ هِيَ التي رَبَّتْهُ.
قلتُ لآخري: لا تعتذر إلاّ لأمِّكْ..!!!
==================
==================
* قصيـــــــدة ( اثر الفراشــــــــــة)..
٠----------------------٠
أَثر الفراشة لا يُرَى .!
أَثر الفراشة لا يزولُ
هو جاذبيّةُ غامضٍ
يستدرج المعنى، ويرحلُ
حين يتَّضحُ السبيلُ
هو خفَّةُ الأبديِّ في اليوميّ
أشواقٌ إلى أَعلى
وإشراقٌ جميلُ ..!
هو شامَةٌ في الضوء تومئ
حين يرشدنا الى الكلماتِ
باطننا الدليلُ
هو مثل أُغنية تحاولُ
أن تقول، وتكتفي
بالاقتباس من الظلالِ
ولا تقولُ...!
أَثرُ الفراشة لا يُرَى
أُثرُ الفراشة لا يزولُ!
أَنت، منذ الآن، أَنت
الكرملُ في مكانه السيِّد... ينظر من علٍ إلى.!
البحر. والبحر يتنهَّد، موجةً موجةً، كامرأةٍ
عاشقةٍ تغسل قَدَميْ حبيبها المتكبِّر!
كأني لم أذهب بعيداً. كأني عُدتُ من
زيارة قصيرة لوداع صديقٍ مسافر، لأجد
نفسي جالسة في انتظاري على مقعد حجري
تحت شجرة تُفَّاح..!!
كل ما كان منفى يعتذر نيابةً عني ..
لكُلّ ما لم يكن منفى!
يأتي المخاض الى عذراء في الثلاثين،
وتلدني على مرأى من مهندسي الديكور ..!
والمصوِّرين!
جرت مياه كثيرة في الوديان والأنهار...
ونبتت أعشاب كثيرة على الجدران. أَمَّا
النسيان فقد هاجر مع الطيور المهاجرة...
شمالاً شمالاً..!!
ألزمن والتاريخ يتحالفان حيناً، ويتخاصمان
حيناً على الحدود بينهما. الصفصافةُ العاليةُ
لا تأبه ولا تكترث. فهي واقفة على ..
قارعة الطريق..!!
====================
====================
* من قصيدة (( لا ينظرون وراءهم )) ..
٠--------------------------
لا ينظرون وراءهم ليودِّعوا منفى..!!
فإنَّ أمامهم منفى، لقد ألِفوا الطريق
الدائريَّ، فلا أمام ولا وراء
ولاشمال ولا جنوب. "يهاجرون" من
السياج الى الحديقة. يتركون وصيةً
في كل مترٍ من فناء البيت
"لا تتذكروا من بعدنا..
إلا الحياة"...
يسافرون من الصباح السندسي ..
الىغبارٍ في الظهيرة، حاملين نُعوشَهُم ملأى
بأشياء الغياب: بطاقة شخصية، ورسالةٍ ..
لحبيبةٍ مجهولةِ العنوانِ
لا تتذكري من بعدنا..
إلا الحياة ..!!
و"يرحلون" من البيوت الى الشوارع،
راسمين إشارة النصر الجريحة، قائلين
لمن يراهُمْ ..؟؟
لم نَزَلْ نحيا، فلا تتذكّرونا ..!
يخرجون من الحكاية للتنفُّس والتشمُّس.
يحلُمون بفكرةِ الطيرانِ أعلى... ثم أعلى.
يصعدون ويهبطون. ويذهبون ويرجعون.
ويقفزون من السيراميك القديم الى النجوم.
ويرجعون الى الحكاية... لا نهاية للبدايةِ.
يهربون من النعاس الى ملاك النوم..
أبيضَ، أحمرَ العينين من أثر التأمُّل
في الدم المسفوك
لا تتذكروا من بعدنا
إلا الحياة...!!؟..
====================
====================
*من قصيـــــــدة ( ريتــــــــــــا ) ..
٠---------------------٠
بين ريتا وعيوني.. بندقيهْ ..!!
والذي يعرف ريتا .. ينحني..
ويصلي..
لإلهٍ في العيون العسليّهْ!
.. وأنا قبّلت ريتا
عندما كانت صغيره..
وأنا أذكر كيف التصقتْ..
بي وغطّت ساعدي أحلى ضفيره
وأنا أذكر ريتا..
مثلما يذكر عصفورٌ غديره
آه .. ريتا ...!؟
بيننا مليون عصفور وصوره
ومواعيد كثيره ..!
أطلقتْ ناراً عليها.. بندقيّهْ
إسمُ ريتا كان عيداً في فمي..
جسم ريتا كان عرساً في دمي..
وأنا ضعت بريتا .. سنتينِ.
وهي نامت فوق زندي سنتين..
وتعاهدنا على أجمل كأس واحترقنا..
في نبيذ الشفتين ..
وولدنا مرتين!
آه .. ريتا .!
أي شيء ردّ عن عينيك عينيَّ
سوى إغفائتين
وغيوم عسليّهْ
قبل هذي البندقيهْ ..!
كان يا ما كان
يا صمت العشيّهْ
قمري هاجر في الصبح بعيداً
في العيون العسليّهْ..
والمدينة ..
كنست كل المغنين وريتا ..
بين ريتا وعيوني . بندقيّهْ .!!
==================
==================
من قصــــــيدة (( فــــي الانتظـار )) ..
٠-----------------------٠
في الانتظار، يُصيبُني هوس برصد ..!!
الاحتمالات الكثيرة: ُربَّما نَسِيَتْ حقيبتها
الصغيرة في القطار، فضاع عنواني
وضاع الهاتف المحمول، فانقطعت شهيتها
وقالت: لا نصيب له من المطر الخفيف
وربما انشغلت بأمر طارئٍ أو رحلةٍ
نحو الجنوب كي تزور الشمس، واتَّصَلَتْ
ولكن لم تجدني في الصباح، فقد
خرجت لاشتري غاردينيا لمسائنا وزجاجتينِ
من النبيذ..!!
وربما اختلفت مع الزوجِ القديم على
شئون الذكريات، فأقسمت ألا ترى
رجلاً يُهدِّدُها بصُنع الذكريات
وربما اصطدمت بتاكسي في الطريقِ
إليَ، فانطفأت كواكب في مَجَرّتها.
وما زالت تُعالج بالمهدىء والنعاس
وربما نظرت الى المرآة قبل خروجها
من نفسها، وتحسَّست أجاصَتَيْن كبيرتينِ
تُموِّجان حريرَها، فتنهَّدت وترددت:
هل يستحقُّ أنوثتي أحد سوايَ..
وربما عبرتْ، مصادفةً، بِحُبٍّ
سابقٍ لم تَشْفَ منه، فرافقته إلى
العشاءِ .!!
وربَّما ماتَت..
فان الموت يعشق فجأة، مثلي،
وإن الموتَ، مثلي، لا يحبُّ الانتظار..!!!
======================
======================
*من قصيدة((لي حكمة المحكوم بالإعدام))..
يطير الحمام ..
يطيرُ الحمامُ يَحُطّ الحمامُ ..!
أعدِّي ليَ الأرضَ كي أستريحَفإني أُحبُّكِ حتى التَعَبْ..
صباحك فاكهةٌ للأغاني وهذا المساءُ ذَهَبْ
ونحن لنا حين يدخل ظِلُّ إلى ظِلُّه في الرخام
وأُشْبِهُ نَفْسِيَ حين أُعلِّقُ نفسي
على عُنُقٍ لا تُعَانِقُ غَيرَ الغَمامِ
وأنتِ الهواءُ الذي يتعرَّى أمامي كدمع العِنَبْ
وأنت بدايةُ عائلة الموج حين تَشَبَّثَ بالبِّر
حين اغتربْ ..!!
وإني أُحبُّكِ , أنتِ بدايةُ روحي , وأنت الختامُ
يطير الحمامُ
يَحُطُّ الحمامُ..!!
أنا وحبيبيَ صوتان في شَفَةٍ واحدهْ
أنا لحبيبي أنا ,وحبيبي لنجمته الشاردهْ
وندخل في الحُلْمِ , لكنَّهُ يَتَبَاطَأُ كي لا نراهُ
وحين ينامُ حبيبي أصحو لكي أحرس الحُلْمَ
مما يراهُ ..
وأطردُ عنه الليالي التي عبرتْ قبل أن نلتقي
وأختارُ أيَّامنا بيديّ
كما اختار لي وردةَ المائدهْ
فَنَمْ يا حبيبي
<><><>
ليصعد صوتُ البحار إلى ركبتيّ
وَنَمْ يا حبيبي
لأهبط فيك وأُنقذَ حُلْمَكَ من شوكةٍ حامدهْ
وَنَمْ يا حبيبي ..
عليكَ ضَفائر شعري , عليك السلامُ.
يطيرُ الحمامُ
يَحُطُّ الحمامُ..!!
<><><>
رأيت على البحر إبريلَ ..
قلتُ: نسيتِ انتباه يديكِ
نسيتِ التراتيلَ فوق جروحي
فَكَمْ مَرَّةً تستطيعين أَن تُولَدي في منامي
وَكَمْ مَرَّةً تستطيعين أن تقتليني لأصْرُخَ ..
أني أحبُّكِ ..
كي تستريحي ؟
أناديكِ قبل الكلامِ
أطير بخصركِ قبل وصولي إليكِ
فكم مَرَّةً تستطيعين أن تَضَعِي في مناقير هذا الحمامِ ..
عناوينَ روحي ..!
يطيرُ الحمامُ
يَحُطُّ الحمامُ ..!!
<><><>
إلى أين تأخذني يا حبيبيَ من والديّ
ومن شجري , ومن سريري الصغير ومن ضجري,,,
من مرايايَ من قمري ,, من خزانة عمري ومن سهري ..
من ثيابي ومن خَفَري ؟
إلى أين تأخذني يا حبيبي إلى أين
تُشعل في أُذنيَّ البراري , تُحَمَلَّني موجتين
وتكسر ضلعين , تشربني ثم توقدني , ثم
تتركني في طريق الهواء إليكِ
حرامٌ ... حرامٌ
يطيرُ الحمامُ
يَحُطُّ الحمامُ ..!!
<><><>
لأني أحبك خاصرتي نازفهْ
وأركضُّ من وَجَعي في ليالٍ يُوَسِّعها الخوفُ مما أخافُ..
تعالي كثيراً , وغيبي قليلاً
تعالي قليلاً , وغيبي كثيراً ..
تعالي تعالي ولا تقفي آه من خطوةٍ واقفهْ
أحبُّكِ إذْ أشتهيكِ . أُحبُّك إذْ أشتهيك
وأحضُنُ هذا الشُعاعَ المطَّوق بالنحل
والوردة الخاطفهْ ..
أحبك يا لعنة العاطفهْ
أخاف على القلب مك أخاف على شهوتي أن تَصِلْ..!
أُحبُّكِ إذْ أشتهيكِ
أحبك يا جسداً يخلق الذكريات ويقتلها قبل أن تكتملْ..
أُحبُّكِ إذْ أشتهيكِ
أُطوِّع روحي على هيئة القدمين –على هيئة الجنَّتين...
أحكُّ جروحي بأطراف صمتك ..والعاصفهْ
أموتُ ليجلس فوق يديكِ الكلامُ
يطيرُ الحمامُ
يَحُطُّ الحمامُ ..!!
<><><>
لأني أُحبُّك " يجرحني الماءُ"
والطرقاتُ إلى البحر تجرحني
والفراشةُ تجرحني
وأذانُ النهار على ضوء زنديك يجرحني
يا حبيبي , أُناديكَ طيلة نومي ,,,
أخاف انتباه الكلام
أخاف انتباه الكلام إلى نحلة بين فخذيَّ تبكي
لأني أحبُّك يجرحني الظلُّ تحت المصابيح, يجرحني..
طائرٌ في السماء البعيدة , عِطْرُ البنفسج يجرحني..
أوَِّل البحر يجرحني
آخِرُ البحر يجرحني
ليتني لا أُحبُّك
يا ليتني لا أُحبُّ
ليشفى الرخامُ
-أراكِ فأنجوا من الموت .جسمُكِ مرفأْ
بعشرِ زنابقَ بيضاء , عشر أناملَ تمضي السماءُ
إلى أزرقٍ ضاع منها
وأُمْسِكُ هذا البهاء الرخاميّ , وأُمْسِكُ
رائحةً للحليب المُخبَّأْ..
في خوختين على مرمر, ثُم أعبد مَنْ يمنح البرَّ
والبحر ملجأْ ..
على ضفَّة الملح والعسل الأوَّلين , سأشرب خَرُّوبَ لَيْلِكِ..
ثم أنامُ ..!!
على حنطةٍ تكسر الحقل , تكسر حتى الشهيق ..فيصدأْ..!
أراك فأنجو من الموت . جسمك مرفأْ
فكيف تُشَرِّدني الأرضُ في الأرض
كيف ينامُ المنامُ
يطيرُ الحمامُ
يَحُطُّ الحمامُ..!!
<><><>
حبيبي أخَافُ سكوتَ يديكْ
فَحُكَّ دمي كي تنام الفرسْ
حبيبي , تطيرُ إناثُ الطيور إليكْ
فخذني أنا زوجةً أو نَفَسْ
حبيبي , سأبقى ليكبر فُستُقُ صدري لديكْ
ويجتثِّني مِنْ خُطََاك الحَرَسْ
حبيبي , سأبكي عليكَ عليكَ عليكْ
لأنك سطحُ سمائي
وجسميَ أرضُكَ في الأرضِ
جسمي مقَامُ
يطيرُ الحمامُ
يَحُطُّ الحمامُ..!!
<><><>
لِيَ حِكْمْةُ المحكوم بالإعدامِ..
لا أشياءَ أملكُها لتملكني,
كتبتُ وصيَّتي بدمي:
ثِقُوا بالماء يا سُكَّانَ أُغنيتي!
وَنْمتُ مُضَرّجاً ومُتَوَّجاً بغدي...
حَلِمْتُ بأنَّ قلب الأرض أكبرُ
من خريطتها,
وأَوضحُ من مراياها وَمشْنَقَتي.
وَهمْتُ بغيمةٍ بيضاء تأخذني
إلى أَعلى
كأنني هُدْهُدٌ, والريحُ أَجنحتي.
وعند الفجر, أَيقظني
نداء الحارس الليليِّ
من حُلْمي ومن لغتي:
ستحيا مِيْتَةً أخرى,
فَعَدِّلْ في وصيتِّكَ الأخيرةِ,
قد تأجَّل موعدُ الإعدام ثانيةً
سألت: إلى متى؟
قال: انتظر لتموت أكثَرَ
قُلْتُ: لا أشياء أملكها لتملكني
كتبتُ وصيَّتي بدمي:
ثِقُوا بالماء
يا سُكَّان أغنيتي ..!
==================
==================
*من قضيدة (( أجـــمـــــل حـب )) ..
٠-----------------------٠
كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة
وجدنا غريبين يوما
و كانت سماء الربيع تؤلف نجما ... و نجما.!
و كنت أؤلف فقرة حب..
لعينيك.. غنيتها!
أتعلم عيناك أني انتظرت طويلا
كما انتظر الصيف طائر
و نمت.. كنوم المهاجر
فعين تنام لتصحو عين.. طويلا
و تبكي على أختها ،
حبيبان نحن، إلى أن ينام القمر
و نعلم أن العناق، و أن القبل
طعام ليالي الغزل
و أن الصباح ينادي خطاي لكي تستمرّ
على الدرب يوما جديداً !
صديقان نحن، فسيري بقربي كفا بكف
معا نصنع الخبر و الأغنيات
لماذا نسائل هذا الطريق .. لأي مصير
يسير بنا ..؟
و من أين لملم أقدامنا ؟
فحسبي، و حسبك أنا نسير..!
معا للأبد..!!
لماذا نفتش عن أغنيات البكاء
بديوان شعر قديم ؟
و نسأل يا حبنا ! هل تدوم ؟
أحبك حب القوافل واحة عشب و ماء
و حب الفقير الرغيف !
كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة
وجدنا غريبين يوما
و نبقى رفيقين دوما..
==================
==================
* من قصيدة (( أحبك أكثـــر..!! ))..
٠-----------------------٠
تكبّر.. تكبرّ ..!
فمهما يكن من جفاك
ستبقى بعيني و لحمي ملاك ..
و تبقى، كما شاء لي حبنا أن أراك..
نسيمك عنبر...
و أرضك سكر
و إني أحبك.. أكثر
يداك خمائل..
و لكنني لا أغني
ككل البلابل..
فإن السلاسل
تعلمني أن أقاتل
أقاتل.. أقاتل
لأني أحبك أكثر!
غنائي خناجر ورد
و صمتي طفولة رعد
و زنيقة من دماء
فؤادي..!!
و أنت الثرى و السماء
و قلبك أخضر..!
و جزر الهوى، فيك مدّ
فكيف إذن، لا أحبك أكثر
و أنت، كما شاء لي حبنا أن أراك
نسيمك عنبر..
و أرضك سكر..
و قلبك أخضر..!
وإنّي طفل هواك
على حضنك الحلو
أنمو و أكبر ..!!!
=================
=================
*من قصيدة (( الآن في المنفى )) ..
٠----------------------٠
الآن في المنفى ... نعم في البيتِ..!!
في الستّينَ من عُمْرٍ سريعٍ
يُوقدون الشَّمعَ لك ..
فافرح بأقصى ما استطعتَ من الهدوء،
لأنَّ موتاً طائشاً ضلَّ الطريق إليك
من فرط الزحام.... وأجّلك
قمرٌ فضوليٌّ على الأطلال
يضحك كالغبي ..
فلا تصدِّق أنه يدنو لكي يستقبلك
هُوَ في وظيفته القديمة، مثل آذارَ الجديدِ..
أعادَ للأشجار أسماءَ الحنينِ
وأهمَلكْ ..!
فلتحتفلْ مع أصدقائكَ بانكسار الكأس.
في الستين لن تجِدَ الغَدَ الباقي
لتحملَهُ على كتِفِ النشيد ... ويحملكْ
قُلْ للحياةِ كما يليقُ بشاعرٍ متمرِّس:
سيري ببطء كالإناث الواثقات بسحرهنَّ
وكيدهنَّ. لكلِّ واحدةْ نداءُ ما خفيٌّ:
هَيْتَ لَكْ .. ما أجملَكْ!
سيري ببطءٍ، يا حياةُ لكي أراك
بِكامل النُقصان حولي. كم نسيتُكِ في
خضمِّكِ باحثاً عنِّي وعنكِ. وكُلَّما أدركتُ
سرَاً منك قُلتِ بقسوةٍ: ما أّجهلَكْ!
قُلْ للغياب: نَقَصتني
وأنا حضرتُ ... لأُكملَكْ
** وفــــــــــاتــــــــه :-
٠٠=========٠٠
*ويقول درويش وهو علي سرير المرض فــي المستشفى المعالج
أنا لا أخشى الموت ألان اكتشفت أمرا أصعب مــن المـوت.. فكــرة
الخلـود أن تكـون خـالدا هــو العذاب الحقيقي ليست لدي مطـــالب
شخصية من الحياة لأنني أعيش على زمان مستعـار ليست لـدي
أحـلام كبيرة إننــي مكرس لكتابة مــا علي كتابتــه قبـل أن اذهب
إلى نهايتي.
*لقد عاش ((محمــــود درويش)) شاعـــراً إنسانياً ولـم يعتـقد يوما
أن فلسطين هــي مجــرّد أرض وإن كــان الشاعر يتحـدر من هذه
إلى نهايتي.
*لقد عاش ((محمــــود درويش)) شاعـــراً إنسانياً ولـم يعتـقد يوما
أن فلسطين هــي مجــرّد أرض وإن كــان الشاعر يتحـدر من هذه
الأرض ليعيش أنسنة الأرض بداخله الجوهري فـالأرض ليست
هذا السهل ولا هي هذه البيوت والضواحي بل هـــي عمـــق الإنسان
الذي وُلِد من ترابهاوتفيّأ ظلالها وتنفّس عبيرها وعاش على ظهرها
الذي وُلِد من ترابهاوتفيّأ ظلالها وتنفّس عبيرها وعاش على ظهرها
ودُفن جسمـانه الطاهر في باطنها ليعود الى امه الحقيقية وهــي
الارض كي تنبت لنا عوضا عنـــه سنابــــل..وقامــــات من الشعراء
اللذين سـوف يجددون الانتفاضـــــة ويثــورن على منهجية الشعر
فيخرج لنا وطن مغلف بالحداثة الادبيــةومفعم بالكبرياء.
*توفــــــي ((محمــــــــود درويـــش)) فــي الولايــات المتحـــدة
فيخرج لنا وطن مغلف بالحداثة الادبيــةومفعم بالكبرياء.
*توفــــــي ((محمــــــــود درويـــش)) فــي الولايــات المتحـــدة
الأمريكية يـــوم (الســــــبت ٩ أغسطس ٢٠٠٨) بعـد إجـــــراءه
لعمليــــة القلب المفتــــوح في (مــــركز تكساس الطبي فــي هيوستن)
لعمليــــة القلب المفتــــوح في (مــــركز تكساس الطبي فــي هيوستن)
التي دخــــــل بعدهــا في غيبــوبة أدت إلـى وفـاتــه
وعليــه فـقـد أعلـــن رئيـــس السلطــة الفلسطينيـــة (محمـود عبــاس)
وعليــه فـقـد أعلـــن رئيـــس السلطــة الفلسطينيـــة (محمـود عبــاس)
الحـداد ثلاثــــــة أيام فـي كافة الأراضي الفلسطينية
حزنا على وفـــاة (درويش) واصفا له بانه كـان عاشق فلسطين
ورائد المشـروع الثقافـي الحـديث وقــد وري جثمـــــانه الثـرى في
حزنا على وفـــاة (درويش) واصفا له بانه كـان عاشق فلسطين
ورائد المشـروع الثقافـي الحـديث وقــد وري جثمـــــانه الثـرى في
١٣أغسطس (برام الله) حيــث خصصت لـــه هنـــاك قطعــة
أرض في قصــــر رام الـــله الثقافـــي. وتــم الإعـلان أن القصر
تمــت تسميــته (بقصـر محمود درويش للثقافــــة)وقـــد شارك
في جنازتـــه آلاف مـن أبنــــاء الشعب الفلسطيني والعــربي
رحمـــه الله واسكنــه واسع جنته في عوالـــي الجنان .
...................................................................
أرض في قصــــر رام الـــله الثقافـــي. وتــم الإعـلان أن القصر
تمــت تسميــته (بقصـر محمود درويش للثقافــــة)وقـــد شارك
في جنازتـــه آلاف مـن أبنــــاء الشعب الفلسطيني والعــربي
رحمـــه الله واسكنــه واسع جنته في عوالـــي الجنان .
...................................................................
..................................................
** الخــــــــــاتمـــــــــة :-
٠============٠
*(( البـروة الفلسطينية )) هــي قريــــة (محمود درويـش) شاعر
الحداثة وشاعر (الانتفاضة الفلسطينيـة)..فــفــي أثنــــاء حـرب
عام ١٩٤٨م وبالتحديد في(١١يونيو من العـــــام ١٩٤٨م ) اجـلو
الصهايـــنة سكـــــان القـرية بعـد أن استولـــوا عليــها فأصبــح
سكانها لاجئين بعضهـم هجـرو الى داخــــل فلسطين وبعضهم
ذهب الي(مخيـمات اللاجئين في لبنان) والبـــــــروه هي قرية
فلسطينية كانت تابعــــة لقضـاء (عكا) وتقع على بعد (٧ أميال
شرق عكا ) ذكرهـا الجغرافيون العرب في ( القــــرن الحـــادي
عشر الميلادي)وكانت تعـرف عند الصليبيين باســــم (بـرويت
عام ١٩٤٨م وبالتحديد في(١١يونيو من العـــــام ١٩٤٨م ) اجـلو
الصهايـــنة سكـــــان القـرية بعـد أن استولـــوا عليــها فأصبــح
سكانها لاجئين بعضهـم هجـرو الى داخــــل فلسطين وبعضهم
ذهب الي(مخيـمات اللاجئين في لبنان) والبـــــــروه هي قرية
فلسطينية كانت تابعــــة لقضـاء (عكا) وتقع على بعد (٧ أميال
شرق عكا ) ذكرهـا الجغرافيون العرب في ( القــــرن الحـــادي
عشر الميلادي)وكانت تعـرف عند الصليبيين باســــم (بـرويت
باللاتيـنية) فقـد انتزعهــــا (العثمانيون) من أيدي(المماليك) في
(الـقـرن السادس عشـرالميلادي) وقــد كانت((البــــروة)) فــي
القــــــرن التاسع عــشر قــرية كبيــرة تضــم مسجداً وكنيسة
ومدرسة أوليـــــة للبنين كما بنيـت بهــــا مدرسـة للبنـات أثنـاء
الانتداب البريطاني على فلسطين هذا البلد الحبيب المغتـصب
والواقــــع تحـت الاحتـــلال الصهيوني داعيا الله ان ترفرف
رايات الحرية على هذه الاراضي المقدسة الحبيبة الطيبة .
٠٠-----------------------------------٠٠
*والى لقاء آخر قريب باذنه تعالى مع برنامج ((شاعر وقصيدة))
**حقوق الاعداد والنشر محفوظة للشاعر / سيد غيث ...
٠٠-----------------------------------٠٠
*والى لقاء آخر قريب باذنه تعالى مع برنامج ((شاعر وقصيدة))
**حقوق الاعداد والنشر محفوظة للشاعر / سيد غيث ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق